تقرير عن فعاليات الندوة التكوينية الأولى في تأليف الكتاب المدرسي المنعقدة بتاريخ 14/07/2022 (المنهاج والجانب البيداغوجي في الكتاب المدرسي)

في إطار انفتاح الجامعة على القطاعات الأخرى، واستجابة للتوجّه الجديد لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي القاضي بربط مختلف البحوث والنشاطات العلمية  بإشكالات التنمية وإعطائها أبعادا اجتماعية واقتصادية وثقافية واضحة، أطلق مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات يوم 14/07/2022 مشروع " دعم إصلاح المنظومة التربوية" الذي سيتم تنفيذه بدءً من الموسم الجامعي 2022/2023 . يشمل هذا المشروع تظاهرات علمية تكون المشاركة فيها مفتوحة للخبراء والمختصين، سيتم الإعلان عن موضوعها وأهدافها مطلع الموسم، ونشر مؤلفات ودراسات في الموضوع لباحثي المخبر، بالإضافة  إلى دورات تكوينيّة (عددها خمس) تؤطرها كفاءات المخبر لفائدة أساتذته وطلبته، تحت عنوان "تأليف الكتاب المدرسي ـ  المعايير وطرائق الأجرأة ـ  "فالجدير بالذكر أنّ مخبر اللّسانيات التطبيقيّة وتعليم اللّغات يضم كفاءات ذات خبرة طويلة في قطاعي التعليم العالي والبحث العلمي، والتربية الوطنية، تجمع بين المعرفة العلمية النظرية في ديداكتيك اللّغات عامة واللّغة العربيّة خاصّة، وبين المعرفة العملية الإجرائية؛ فقد كان لهم حظ الاستفادة من التكوين في إعداد الكتاب المدرسي على يد خبراء متخصصين في الخارج، وتحت إشرافهم في الداخل، كما كانت لهم فرصة إعداد مناهج المدرسة الأساسية ومناهج إصلاح 2003، بالإضافة إلى الإشراف والمشاركة في تقييم المناهج التعليمية والكتب المدرسية في مشاريع أطلقتها وزارة التربية الوطنية على مدار سنوات، واستطاع هؤلاء أن يستثمروا هذا التكوين في إعداد كتب مدرسية خاصّة بتعليم اللغة العربية اعتمدت لسنوات في المدرسة الجزائرية، ناهيك عن الكتب شبه المدرسية. التي ظلّت ترافق المتعلمين في مختلف المراحل التعليميّة، ومن ثمّة تمكّن هؤلاء الباحثين من مراكمة خبرة إجرائية أرادوا اليوم توريث آلياتها لطلبتهم، ضمانا لاستمرار تطوير سندات تعليم اللغة العربيّة ورفع مردودية تعليمها وتزويد وزارة التربية الوطنية بمختلف مؤسساتها ومعاهدها البحثية بمؤلفين مختصين ومؤهلين. وفي هذا السياق،تمّ يوم 14/07/2022، الشروع في تنفيذ المشروع من خلال افتتاح سلسلة الندوات التكوينية في تأليف الكتاب المدرسي، حيث كان موضوع الندوة الأولى: "المنهاج  والجانب البيداغوجي في الكتاب المدرسي" من تقديم الأساتذة: سيدي محمد بوعياد دباغ ،محمد الطاهر وعلي،رشيدة آيت عبد السلام،وحفيظة تزروتي.

افتتحت الندوة على الساعة العاشرة بقاعة المحاضرات بكلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية ،حيث رحبّت مديرة المخبر بالأساتذة والطلبة الباحثين التابعين للمخبر ولمختلف جامعات الوطن،ثم أحالت الكلمة مباشرة لأستاذة البحث الدكتورة سميرة وعزيب التي تمثل الثمرة الأولى للمخبر، وذلك لتقديم كلمة نيابة عن باحثي المخبر، تكريميا للأستاذ سيدي محمد بوعياد ،مؤسس المخبر ومديره لعهدتين متتاليتين،فقد ارتأى باحثو المخبر أن يكون تكريم أستاذهم أول محطة تقف عندها هذه التظاهرة العلمية ،عرفانا بما قدّمه من مجهودات في تشييده وفي تكوينهم،و قد تزامن إلقاء الكلمة التكريمية مع عرض لفيديو أنجزه طلبة المخبر عن الأستاذ ثم تقديم هدايا تذكارية له.

قامت  الأستاذة حفيظة تزروتي ـ مديرة المخبر الجديدة ـ بعدها بتقديم عرض يتعلّق بالمشروع وأهدافه وكذا ببرنامج الدورات التكوينية في تأليف الكتاب المدرسي،مركّزة على محوري الدورة الأولى المتمثلين في  سرد الأساتذة الأربعة لتجربتهم في إعداد المناهج التعليمية والكتب المدرسية لفائدة وزارة التربية الوطنية ،والمنهاج والجانب البيداغوجي في الكتاب المدرسي،حيث شرع الأساتذة في  عرض هذه التجربة  منذ مشاركة بعضهم في إعداد مناهج المدرسة الأساسية إلى غاية مناهج إصلاح 2003 وكتبه المدرسية وشبه المدرسية،وما تخلل ذلك من مشاركة في مشاريع تقييم المناهج والكتب .

تكفلّت الأستاذة رشيدة آيت عبد السلام بعد ذلك بتقديم الجزء الأول من المحور الثاني المبرمج في هذه الندوة والذي حمل عنوان "مرحلة ما قبل إعداد الكتاب المدرسي"،حيث أبرزت في بدايته أهميّة هذه المرحلة في التحكّم في آليات التأليف وفق معايير عالمية، ثمّ عرضت أهم مكوناتها ،وهي:

أولا- تحديد صنف الكتاب الذي نريد تأليفه: مدرسيّ أو شبه مدرسيّ؟ والجواب عن هذا السؤال يكون بإبراز خصائص الكتاب المدرسي وشروطه، وكذا خصائص الكتاب شبه المدرسي؛ الأمر الذي يمكّن من تأطير مشروع الكتاب.

ثانيا- تسطير تصوّر المؤلِّف ( أو صاحب المشروع ) للكتاب، من حيث: المحتويات والطريقة والمظهر الخارجي...

ثالثا- الاطّلاع على دفتر الشّروط ( وإن أمكن على شبكة التّقييم للجنة الاعتماد والمصادقة إذا تعلّق الأمر بالكتاب المدرسي)؛ لأن دفتر الشروط هو الذي يحدد طبيعة الوسيلة التّعليمية وخصائصها، ومعايير تقييمها، ويضبط العناصر الأساسية التي تمنح هويّةً خاصّة لها، والمتمثّلة في:

- الجوانب البيداغوجية: ( المطابقة مع مركّبات المنهاج، التّركيز على المقاربة والمحتويات).

- الجوانب الاجتماعيّة والثّقافيّة ( مراعاة ثوابت الأمّة، وخصوصيات وقيم المجتمع ).

- الجوانب التّقنية: المواصفات التّقنية والمقروئيّة المطبعية والموضِّحات.

رابعا- قراءة المنهاج التّعليمي، وذلك قصد الاطّلاع على: الغايات ( القيم الأخلاقيّة، الدّينيّة، العلميّة...) ،التّوجّهات البيداغوجيّة،الخيارات المنهجيّة،الكفاءات والأهداف ، المحتويات ، المقاربة والطرائق، أشكال التّقييم...
  أحيلت الكلمة بعد هذا للأستاذ محمد الطاهر وعلي ليقدّم الجزء الثاني من المحور الثاني من محوري الدورة والموسوم بـ " إعداد المنهاج وتأليف الكتاب المدرسي" ،حيث شرح مبررات اختيار هذين الجانبين المتلازمين كموضوع لمداخلته،ذلك أنّ  الثاني،أي تأليف الكتاب المدرسي  مرهون بوجود الأول (إعداد المنهاج) ، إذ كثيرا ما يقال إنّ الكتاب المدرسي هو ترجمة للمنهاج،كما يقال "تبنى المناهج للأستاذ وتعد الكتب المدرسية للتلميذ". ومن هذا المنطلق قدّم الأستاذ تعريف المنهاج بمكوناته الخمسة'(الأهداف و المضامين والطرائق والوسائل والتقويم)وذكر أسس بنائها، مشيرا إلى وجود ما يسمى المنهاج الظاهر والمنهاج الخفي خاصة في اللغات، ثم عرّج على موضوع  تطور المناهج عبر التاريخ فربط ذلك بتطور علم النفس خاصة في تفسير عملية  التعلم،مركزا على المقاربات الثلاث :

- المقاربة بالمحتويات التي تأخذ عدة أشكال، ليشير إلى أن  أساسها النفسي هو الاتجاه الموسوعي، وكان الإغريق سباقين إلى تصنيف المعرفة إلى ما سموه في زمانهم الفنون السبعة وهي بمثابة المواد لاحقا.

-  المقاربة بالأهداف  التي أساسها النفسي الاتجاه السلوكي  في  علم النفس .

- المقاربة بالكفاءات التي  أساسها النفسي الاتجاه البنائي المرتبط بالأزمة العقلية المعرفية والبنائية  الاجتماعية  المرتبطة بالأزمة العقلية  المعرفية الاجتماعية .

وبما أن  المناهج تعد لتجيب عن السؤال : ما هي مواصفات المواطن الذي  يتعين على المدرسة أن تكونه عبر سنوات الدراسة  كلها؟، أفرد الأستاذ جانبا من العرض لملح  التخرج الذي يؤسس في ضبطه على القانون التوجيهي للتربية والتعليم  .

أمّا في العنصر  الثاني من العرض،والمتعلق بالكتاب المدرسي، فقد عرّف الأستاذ  الكتاب المدرسي وعدّد   الجوانب  الواجب مراعاتها  في تأليفه'(تكوبن الفرد الصالح ،دفع التلاميذ إلى  الدراسة والقراءة ، إكسابهم المهارات الخاصة بالتّفكير والتحليل وكذلك الاستنتاج.  رفع قدرتهم على الاعتماد على النفس، والتقليل من الاعتماد على المعلم كمصدر أساسي للمعرفة. توفير الملخّصات. مساعدة المعلم على التخطيط الجيد للتدريس، ....)  والآفاق المستقبلية للكتاب المدرسي  عالميا، ليطرح السؤال "هل  نسير نحو حلول الكتاب الرقمي  محل الكتاب الورقي؟".

اختتمت الندوة في حدود الثالثة بعد الزوال،حيث ضرب القائمون عليها موعدا للباحثين في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر 2022، قصد التكوين من خلال البرنامج المسطر في الدورة الثانية.

اتصل بنا

مخبر اللسانيات التطبيقيةوتعليم اللغات

لاستفساراتكم وأسئلتكم اتصلوا بنا:

  • البريد الالكتروني: lael@univ-alger2.dz
  • العنوان: 02 شارع جمال الدين الأفغاني. بوزريعة. الجزائر