الندوة العلمية : "النظرية الخليلية وتعليم اللغة العربية "

نظم مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات ندوة مع الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح، عقدت بمجمع اللغة العربيّة- نظرا لظروفه الصحيّة وتزامن انعقادها مع يوم من أيام فصل الشتاء الباردة والممطرة-  حيث تمّ نقل طلبة الدفعات الثلاث لطلبة الدكتوراه ل.م.د في تخصص "اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغة العربية" وكذا طلبة دكتوراه العلوم في التخصص نفسه إلى مقرّ المجمع.

تعرض الدكتور الحاج صالح في مداخلته التي إلى تقويم النظرية اللغوية العربية بوصف المبادئ المنهجية التي بنيت عليها ومقارنتها مع المبادئ التي تأسست عليها اللسانيات الغربية الحديثة كالنّظريّة البنويّة والنّظريّة التّوليديّة التّحويليّة، التي عرفت رواجا كبيرا لدى الباحثين والنقاد العرب فانشغلوا بها واهتموا بتدريسها وتطبيقها كيفما اتفق على اللغة العربية مغفلين بذلك التراث العربي الأصيل الذي يحمل في طياته نظرية مؤسسة تأسيسا علميا.

شرح الأستاذ أسباب هذا التهميش للتراث العربي وفي مقدمتها المعرفة السطحية للتراث وللمفاهيم العلمية الحديثة، واستغلاق ما تركه الفطاحل من علماء الصّدر الأوّل على أفهام الكثير من المتأخّرين والمحدثين، وكذا الخضوع المطلق لما قاله الغربيّون في القرن الماضي (حتى نهاية النّصف الأوّل من القرن العشرين).

ولبيان أصالة النظرية الخليلية، أكّد الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح على أن النحو العربي الأصيل هو النّحو الذي طوّره وأنضجه الخليل بن أحمد مع بعض زملائه وأتباعه وخاصّة سيبويه، وأكثره مبني على مفاهيم منطقيّة رياضيّة، كما بيّن أن هذا النحو تبدّل وتغيّر بعد القرن الرّابع، حيث لم تعد المنطلقات هي تلك المنطلقات الأصيلة التي كانت عند سابقيهم، وأصبحت أكثر المفاهيم النحوية تحمل حمولة مغايرة للأصل، كمفهوم الاسم والحرف والخبر وغيرها، وعليه أكّد الأستاذ الحاج صالح إثبات على أصالة النظرية الخليلية أوّلا بردّها إلى أصحابها وهم الخليل بن أحمد وسيبويه وبنفي الآراء القائلة بقيام النظرية الخليلية على المنطق اليوناني والأرسطي.

وضح الأستاذ أيضا الفرق بين النظرية الخليلية وبعض النظريات الغربية الحديثة وأشهرها النظرية البنوية والنظرية التحويلية التوليدية،

ثمّ قدّم المفاهيم والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها النظرية الخليلية والمتمثلة في:

  • مفهوم الاستقامة
  • مفهوم الانفراد
  • مفهوما الموضع والعلامة العدمية
  • مفهوما اللفظة والعامل

 

أنهى الأستاذ مداخلته في حدود منتصف النهار، بعدما أجاب على بعض أسئلة الطلبة، ثم دعا الأستاذين سيدي محمد بوعياد وحفيظة تزروتي إلى تجسيد مشروع تطبيق مبادئ النظرية الخليلية في تعليم اللغة العربيّة، عن طريق عقد شراكة بين المجمع ووزارة التربيّة، يتمّ بموجبها تطبيق أفكاره في مدارس نموذجية.

سلّمه بعدها طلبة التخصّص شهادة تقديرية وهديّة تذكاريّة وباقة أزهار، اعترافا بمجهوداته في خدمة اللسانيات العربيّة، وتشريفه الجزائر  عامة والجامعة الجزائرية خاصة ببحوثه الرّائدة.

 

اتصل بنا

مخبر اللسانيات التطبيقيةوتعليم اللغات

لاستفساراتكم وأسئلتكم اتصلوا بنا:

  • البريد الالكتروني: lael@univ-alger2.dz
  • العنوان: 02 شارع جمال الدين الأفغاني. بوزريعة. الجزائر