تعليم اللّغة العربيّة في مناهج ”الجيل الثّاني“ ـ الخلفية والأهداف ـ

افتتح الندوة العلمية  رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الأستاذ نذير  بوصبع في حدود الساعة  العاشرة صباحا بقاعة المحاضرات ببن عكنون،  ليحيل بعدها  الكلمة إلى الأستاذة  نسيبة العرفي منشطة الندوة التي عرّفت الحاضرين بمنشورات الأستاذة حفيظة تزروتي ، وبيّنت أهمية موضوع الندوة الذي يشغل الرأي العام الجزائري منذ دخول المناهج المعاد كتابتها أو ما يسمّى بمناهج الجيل الثاني حيز التطبيق.

          شرعت الأستاذة في بداية مداخلتها بالتأكيد على أنّ  مكانة اللّغة والوضع الذي يقرّر لها في النصوص والوثائق الرسميّة والمناهج التعليميّة يبرزان من خلال الكيفية التي تحدّد بها أو يصطلح عليها بواسطتها،وكذا الطريقة المعتمدة في  تعليمها، ومن هنا تظهر أهميّة الوصف الدقيق للّغة المقصود تعليمها وضرورته « إن تعيين اللّغة ليس فعلا لا قيمة له  (acte anodin )، فمنه نقرّر مكانتها ضمن تناغم  ( concert ) من اللّغات الموجودة في بلد ما،ويتمّ ذلك عن طريق وصفها ....وذلك بإدراجها ضمن مجال من العلاقات أو الوظائف التي تحيل إلى تصنيفات ذات طبيعة متنوعة،غالبا ما تكون غير متجانسة ، ولكنّها محمّلة بالدلالة ».

وفي هذا السياق، يطرح تعليم اللّغة العربية في المدرسة الابتدائية الجزائرية إشكالات أهمّها، علاقة المعرفة اللغويّة للطفل بما تقدّمه له البرامج المدرسية،أو بالأحرى الموقف الذي يجب اتخاذه من لغة الأمّ بقبولها،وبالتالي البحث عن سبل استثمارها وما يتبع ذلك من تصنيفات ومن إجراءات ،أو رفضها ومواجهتها من أجل الحدّ من أثرها في تعليميّة اللغة العربية الفصحى؛ وهما موقفان متباينان يثيران نقاشا معقّدا تتدخل فيه اعتبارات دينية وسياسية.

يقتضي تفعيل عملية اكتساب المتعلم كفاءة تواصلية شفهية كانت أم كتابية ،الحسم في المحدّدات الزمانيّة والمكانيّة،بتقديم وصف دقيق للغة المراد تعليمه إياها في مختلف مستوياتها،لا الاكتفاء بالنص على أنها اللغة الرسميّة للبلاد ،وهو ما يتطلب التوسّل باستراتيجية علميّة لا تقوم على حسابات ضيّقة  ذات أهداف مرحلية؛فالحديث عن تعليم اللغة العربيّة اليوم يتطلّب أكثر من أيّ وقت مضى الإجابة عن السؤال:أي لغة نريد أن نعلّم في  ظلّ التعدّد اللّهجي؟

فهل أجابت مناهج اللغة العربية في مختلف المراحل التي مرّ بها إصلاح المنظومة التربوية عن هذا السؤال؟

ما هو موقفها الصريح أو الضمني من هذا التعدّد ؟وكيف عملت مناهج "الجيل الثاني "على تجسيده ؟

ما الطريقة التي اعتمدتها هذه الأخيرة  في تعليم اللغة العربيّة ؟ وما خلفيتها ومرجعيتها؟

تلك هي التساؤلات التي حاولت هذه الندوة الإجابة عنها ،متناولة المحاور الآتية بالتحليل :

  • الوضع اللغوي في الجزائر
  • السياية التربويّة وتعليم اللغات
  • الاصطلاح على اللّغة في النصوص الرسمية والمناهج المدرسية
  • تعليم اللغة العربية في مناهج الطور الأول من المرحلة الابتدائيّة ومسألة التعدّد اللهجي
  • برامج ما بعد الاستقلال
  • مناهج المدرسة الأساسيّة
  • مناهج الإصلاح(2003)
  • مناهج "الجيل الثّاني"(2016/2017)

         فتح النقاش بعد المداخلة مباشرة، حيث أجابت الأستاذة عن مختلف الأسئلة المطروحة، ثم    اختتمت الندوة  في حدود الساعة الواحدة والنصف بتكريمها من طرف باحثي المخبر وطلبته.

 

اتصل بنا

مخبر اللسانيات التطبيقيةوتعليم اللغات

لاستفساراتكم وأسئلتكم اتصلوا بنا:

  • البريد الالكتروني: lael@univ-alger2.dz
  • العنوان: 02 شارع جمال الدين الأفغاني. بوزريعة. الجزائر