اليوم الدراسي " تعليميّة النص في المدرسة الجزائريّة"

استهل اليوم الدراسي "تعليمية النص في المدرسة الجزائرية" بكلمة لمدير مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات الأستاذ سيدي محمد بوعياد دباغ في حدود الساعة التاسعة والنصف، ليحيل الكلمة بعدها لرئيس قسم اللغة العربية وآدابها الأستاذ نذير بوصبع الذي نوّه بمجهودات أساتذة وباحثي المخبر في تكوين طلبة ماستر ودكتوراه تخصص "اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغة العربية"، من خلال مدّهم بجديد الساحة التربوية عن طريق الموضوعات الهادفة المتناولة في كلّ تظاهرة علمية ينظمونها، ثم أعلن عن افتتاح الندوة محيلا الكلمة للأستاذة أميرة منصور منشطّة الندوة، التي قدّمت الأساتذة المتدخلين، تبعا للبرنامج المسطر.

تناولت المداخلة الأولى  التي ألقاها الأستاذ أمين قادري موضوع "المقامية في تعليمية النص-أنموذج مقامات الحريري"، حيث ناقش من خلالها إمكانية إدراج معيار من معايير النصية في تعليمية النص، هو معيار المقامية، نظرا لأهميته وعلاقته الوطيدة بمفهوم التواصل، و ذلك بالاستناد إلى أنموذج المقامات، وقد  شرحت المداخلة الأسباب العلمية التي تجعل من هذا النص الأدبي نصا نموذجيا لإبراز مفهوم المقامية، وهي تضمن نص أدنى في نص أعلى، وتحول النص الأدنى إلى علامة في سياق السرد الذي يتضمنه النص الأعلى، وهو ما يجعل النص الأعلى مقاما للنص الأدنى. وقد بيّنت الدراسة التطبيقية كيف يسهم هذا النوع من النصوص المركبة في تحليل: جنس النص ومحتواه وشكل التلقي وتشكّل الخطاب واتجاهاته والبناء اللغوي، الأمر الذي يبرز فعالية هذا النموذج في تعليمية المقام في ضوء المقاربة النصية.

تلت هذه المداخلة، ورقة الأستاذة رشيدة آيت عبد السلام التي تناولت موضوع "تنفيذ المقاربة النصية في تحليل النص في المراحل التعليمية الثلاث"، حيث أبرزت في بدايتها أهمية طرائق التدريس التي تعمل على تبسيط العملية التعليمية/التعلمية وتيسيرها، وإكساب المتعلم القدرة على تملّك النص قراءة وفهما وإنتاجا، باكتشاف معاني النصوص والآليات التي وظّفها كاتبُها للتعبير عن أفكاره ومشاعره،وهو الهدف الذي تبنت المنظومة التربوية، قصد تحقيقه، اختيارا منهجيا تجسّده المقاربة النصية، التي قد تمثل طريقة فعالة تمكِّن التلاميذ من التواصل اللغوي، استقبالا وإنتاجا، كتابة ومشافهة.

   وعليه،حاولت هذه المداخلة أن تقدم أجوبة للتساؤلات عن الأسئلة التي تثار في هذا الشأن، ومنها:

- هل المقاربة النصية طريقة ناجعة في تحليل النص ؟

- ما هي المبادئ التي ترتكز عليها ؟

- ما الجديد الذي تقترحه هذه المقاربة ؟

- ما هي معايير نصية النصوص والقرائن التي تجسّدها ؟

- ما أهمية تصنيف النصوص إلى أنماط وأنواع أو أجناس ؟

- ما هي مؤشرات أنماط النصوص ؟

- هل يمكن تطبيقُ المقاربة النصية في كل مستويات التعليم ؟ وكيف ذلك ؟

استهدفت مداخلة الباحثة منال نش في موضوع  " تعليمية ميدان فهم المكتوب" في المناهج المعاد كتابتها - السنة الثانية من التعليم الابتدائي نموذجا -"الإجابة عن الإشكالية الآتية: هل ترجمت نصوص ميدان فهم المكتوب المقترحة في كتاب اللغة العربية الجديد (2016) الكفاءة الختامية لهذا الميدان والمتعلقة بالتركيز على النمط  التوجيهي؟ وقد بيّنت بعد تحليل هذه النصوص عدم تجسيدها لا للكفاءة الختامية ولا للكفاءة الشاملة القاضيتين بتدريس نصوص يغلب عليها النمط التوجيهي، وذلك في ظل غلبة النمط السردي على النصوص المقترحة في الكتاب الجديد. تساءلت المداخلة أيضا عن أسباب  تغيير النمط النصي المقرر في هذه السنة من النمط الإخباري (مناهج 2003) إلى النمط التوجيهي (مناهج 2016) ،بل و تغييب النمط الإخباري ليس فقط في السنة الثانية من التعليم الابتدائي بل في مرحلة التعليم الابتدائي برمتها، وأثر ذلك السلبي في تنمية الكفاءة النصية للمتعلّم.

وقفت المداخلة الرابعة للأستاذة فضيلة بلقاسمي: "تعليمية النص السردي والنص الوصفي" على واقع تعليمية النصين الوصفي والسردي في السنة الأولى من التعليم المتوسط، باعتبارهما نمطين مستهدفين خلال هذه السنة، نصّت عليهما  الكفاءة الختامية، وذلك بإبراز مدى ترجمة النصوص المقررة على المتعلمين لهذه الكفاءة، وتوضيح  مدى كفاية ما أقرّ  بشأن هذين النمطين في نشاط التعبير الكتابي لتمكين المتعلّمين من إنتاج نصوص وصفية و سردية.

ناقشت المداخلة الخامسة للأستاذة  يسمينة طالبي موضوع "الدرس الحجاجي في كتاب اللغة العربية للسنة الثالثة متوسط"، حيث عملت على مقاربة تعليم الحجاج في كتاب اللغة العربية للسنة الثالثة من التعليم المتوسط، قصد الوقوف على مدى ترجمة هذا الأخير لما تم تسطيره في المنهاج الخاص بنفس السنة، وللوصول إلى ذلك عرضت مفهوم الحجاج ووظيفته في إطار سيرورة الإقناع ، ثم قدّمت مجهودات الباحث  "علي آيت أوشان"  في توضيح آليات تعليم الحجاج لتنتقل إلى تعليمية الحجاج من خلال المنهاج، ففحص ما تضمنه الكتاب بشأنه ،ثم إبراز أهم النتائج  المتمثلة في توفر  الكتاب على مواطن عديدة تمنح المتعلم فرصة ممارسة الحجاج  إلا أن ما يفتقد إليه الدرس الحجاجي  فيه (الكتاب) هو تنظيم المادة وعدم إدراجه ابتداء من أول مقطع ليتسنى للتلميذ التدرب عليه والتعرف على مختلف آلياته.

هذا وقد أبرزت المداخلة الأخيرة للباحثة سميرة وعزيب في موضوع  "تعليمية النص الشعري في كتاب السنة الأولى من التعليم الثانوي" المنهجية المقترحة لتعليم النص الشعري في كتاب السنة الأولى من التعليم الثانوي وأدوات التحليل الموظفة لمقاربة هذا النوع من النصوص في ضوء التوجه النصي الذي تبناه النظام التربوي الجزائري عقب إصلاح سنة 2003 والذي توج باعتماد المقاربة النصية في تعليم اللغات، حيث قامت الباحثة بدراسة نماذج من النصوص الشعريّة المتضمّنة في الكتاب والوقوف على منهجية تحليلها بمقارنتها مع المنهجية المعتمدة في الكتب السابقة.

فتح باب المناقشة بعدها حيث أجاب المتدخلون على تساؤلات الطلبة والباحثين، ثم اختتم اليوم الدراسي في حدود الساعة الثانية زوالا، بتوزيع شهادات على المشاركين.

 

اتصل بنا

مخبر اللسانيات التطبيقيةوتعليم اللغات

لاستفساراتكم وأسئلتكم اتصلوا بنا:

  • البريد الالكتروني: lael@univ-alger2.dz
  • العنوان: 02 شارع جمال الدين الأفغاني. بوزريعة. الجزائر