الندوة العلمية: تقنيات البحث اللغوي الميداني وأدواتها المنهجية

افتتحت الندوة من طرف مدير المخبر الأستاذ سيدي محمد بوعياد دباغ، في حدود الساعة التاسعة والنصف، حيث أبرز أهميّة موضوع الندوة بالنسبة إلى الطالب والباحث في تخصص اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغة العربية، لكون البحوث فيه تتأسس على الدراسة الميدانية التي لا يمكن أن تتمّ دون أدوات بحث تجمع بواسطتها المعطيات، ثم أحال الكلمة بعدها إلى الأستاذة ياسمينة طالبي التي شرعت في تقديم المتدخّلين حسب البرنامج المسطّر.

تناولت المداخلة الأولى للأستاذة رشيدة آيت عبد السلام موضوع "شروط صياغة أسئلة التحقيق الميداني ـ  الاستبيان "،  حيث بيّنت فيها أهمية العناية بصياغة الأسئلة التي تستعمل لجمع المعلومات، والتي تخضع – مهما كان نوعها ( مفتوحة، أو مغلقة أو مغلقة جزئياً )- لشروط محدّدة حتى تمكّن الباحث من الحصول على المعطيات اللازمة لبحثه، فالنجاح في إجراء أيّ بحث ميدانيّ مرهون بإعداد جيّد لهذه الأسئلة.

  والاستبيان ( أو  الاستبانة ) – وهو من أكثر أدوات البحث الميداني استعمالا - يقتضي منهجية خاصة تتّبع في بنائه، وتصميم مركّباته، وتحديد سلم تقدير الإجابات، قبل إخراجه في صورته النهائية، ثم توزيعه، وتفريغه واستغلال معطياته، وهو ما وقفت هذه المداخلة على كلّ تفاصيله، مزوّدة الطلبة والباحثين بآلياته العملية.

انطلقت الباحثة فاطمة الزهراء زغبة في المداخلة الثانية حول "بناء الاستبيان وتحليل معطياته في موضوع: "أثر تخفيف المنهاج على تدريس القواعد –أنموذجا-" من إبراز أهمية المقاربة النصية في مناهج الإصلاح - التي طبقت مطلع السنة الدراسية 2003/2004 -  والتي اتخذت من النص مرتكزا أساسيا لتدريس أنشطة اللغة العربية عامّة  والظواهر اللغوية خاصّة، غير أن هذه المناهج تعرضت للتخفيف في بداية السنة الدراسيّة 2008/2009، الأمر الذي أثّر على استعمال كتاب اللغة العربيّة للسنة الثانية من التعليم المتوسط، لأن التخفيف جاء في صورة حذف لبعض الدروس وضمّ بعضها إلى بعض، وتقديم وتأخير في الوحدات التعليميّة / التعلّمية.

     وللكشف عن وَقْع هذا التخفيف في الممارسة الصفية، وصعوبات تدريس الظواهر اللغوية وكيفية تخطيها، تمّ استعمال استبيان وجّه إلى الأساتذة الذين قدموا معلومات ثمينة تخصّ تنفيذ نشاط الظواهر اللغوية اعتمادا على المقاربة النصية- في ظلّ تخفيف المناهج - والنتائج المترتبة عن غياب أمثلة الظواهر اللغوية في نصوص القراءة؛ واقترحوا بعض الإجراءات والحلول التي يمكن تطبيقها لتجاوز الآثار السلبية لتخفيف المناهج. وقد ركّزت المداخلة على كيفية بناء هذا الاستبيان وصياغة أسئلته ثمّ طريقة تحليل نتائجها الكمية والنوعيّة.

أما المداخلة الثالثة فكانت للأستاذة أميرة منصور التي تطرّقت لإحدى تقنيّات التّقصّي الميدانيّ وهي  "تقنية الملاحظة وتطبيقاتها المنهجية ـ أدوات الملاحظة الصفية".

وقد تمحورت عناصر هذه المداخلة حول "الملاحظة العلميّة" مفهومها وخصائصها وأداتها المنهجيّة، الّتي تتمظهر في أشكال مختلفة، والتي تمكّن الباحث من جمع المعطيات عن الواقع التّعليميّ للّغة العربيّة بطريقة ممنهجة وسليمة، وقد ركّزت على العناصر الآتية:

هذا وقد تطرق الأستاذ محمد الطاهر وعلي في مداخلته لـ "تقنية المقابلة"، حيث أوضح من خلالها أهمية المقابلة باعتبارها أداة بحث تنص على اللقاء المباشر بين الباحث والمبحوث، يلقي فيها الأول  أسئلته على الثاني ويسجل إجاباته لتحليلها لاحقا، كما بيّنت طريقة صياغة الأسئلة فيها، والتي قد تكون مفتوحة و قد تكون مغلقة، مبرزة أيضا طريقة تحليلها، خالصة إلى أهميتها في جمع المعطيات الميدانية وكذا أهميتها في اكتشاف ردود أفعال المبحوث من خلال حركات يديه أو الملامح التي تبدو على وجهه....

اختتمت الندوة في حدود الساعة الثانية زوالا بتوصيّة من مدير المخبر بعقد يوم دراسي في الموضوع نفسه، يتناول أدوات أخرى من أدوات البحث الميداني، وبتوزيع شهادات تقديريّة للمشاركين.